انتماء البعثي للعروبة قولاً وعملاً زينب علي الإخلاص هو صفة نبيلة، ومن ضمن الأخلاق الحسنة التي من المفروض أن ترافق كل صفة، الإخلاص للأرض التي ننتمي لها، فهو يعبر عن العروبة والشجاعة. العروبة ليست نظاماً سياسياً قابلاً للتطور وفق تطور الزمان وتغير المكان، كما أن العروبة ليست نظرية فلسفية قابلة للتنظير والتطوير كما يحلو للبعض أن يتخيلها، إنما العروبة نبت إنساني شامخ، مثل الشجرة الطيبة المباركة، جذورها غائرة في أعماق التاريخ. إن عقيدة حزب البعث العربي الاشتراكي هي عقيدة قومية، ويشترط تحقيقها الارتقاء فوق كل انتماء بل وضع كل انتماء حتى لو كان شرعياً في أفق الانتماء للأمة العربية. إن انتماء البعثي للعروبة قولاً وعملاً حالة لا بد منها ليكتسب البعثي صفته هذه، لا تناقض بين الخصوصيات المحلية والقطرية والتي لا تتناقض مع التوجه لخدمة الأمة العربية والانتماء للأمة العربية، والبعثي ثائر على الواقع المتخلف، رافض له أحد معطيات الانقسام الطائفي والإقليمي وسيطرة النزعة العشائرية وهذا واحد من الأمور التي يؤكد عليها المحتل كما حصل في العراق، ولذلك نحن لا نستطيع أن نتصور مناضلاً بعثياً يؤمن بالطائفية أو العشائرية في الوقت الذي يؤمن بالبعث، لأن كونه بعثياً...هو ثورة على الطائفية المقيتة والعشائرية وثورة على الانعزال والتجزئة، والحمد لله إن مناضلي البعث في العراق بعد الاحتلال الأمريكي الغاشم حافظوا على مبادئهم ولم ينجروا وراء الطائفية والعشائرية، لأن البعثي الذي يدعو لتوحيد الأمة العربية، كيف يتعصب لطائفته أو عشيرته، وإن تعصب فإن هذا يعني عدم جدية الإيمان، ومعناه تفضيل الخاص الضيق على العام المشرق والواسع. إن إحدى صفات المناضل البعثي هو أن تجد جميع أطياف الشعب ضالتها فيه. ليس من زاوية المصلحة الطائفية أو العشائرية أو الطبقية، وإنما من زاوية اليقين بأن عقيدة البعثي تلبي حاجات الجميع وكرامة الجميع، أن تمتهن أو تستثني أحداً، لأنه من مدينة ما أو طائفة ما أو عشيرة ما أو قطر ما، ودون أن تتيح امتيازات لأحد لأنه من هذه الفئة أو تلك. إذن من صفات البعثي، أنه للجميع، وملك الجميع، وهو يحقق وحدة الأمة من خلال الأمة وتقدمها.
