شبكة ذي قار
عاجل










يشكل الهجوم الطائفي الذي تشنه شخصيات سياسية ( من أحزاب التشييع الصفوي الإيراني ) وذيول في منصات التواصل الاجتماعي على المرحوم أحمد راضي الذي توفاه الله بعد إصابته بفايروس كورونا، تشكل تصعيداً نوعياً في الحراك الطائفي لأحزاب وميليشيات موالية لإيران وتابعة لها، وترى في المنهج الطائفي السياسي سلاحها الأمضى في النفاذ إلى العراقيين المعتنقين للتشييع وكسبهم وتحشيدهم واستخدامهم وقوداً في تنفيذ برنامج إيران الاحتلالي التوسعي الاستيطاني في العراق، ونصفه بالنوعي لأنه يستهدف قامة عراقية لم يحصل عليها جدل واسع من قبل، ويحاول النفاذ من خلالها إلى فتنة الولاء المزعوم، ويصنف هذا الولاء على أنه فيصل في تحديد الإيمان بالله والدخول إلى الجنة بضوابط لم ترد لا في القرآن المجيد ولا في السنة النبوية الشريفة. ومع الإدراك السهل لهذا التصعيد النوعي يمكننا القول بأن هذا الهجوم يعاني من خلل فاضح أوجدته ربما عجلة الخوض فيه وعدم الاستعداد له ومحاولة اقحامه بطريقة مبسترة مقرفة مقززة، ويشتمل على تناقضات وانتقادات لم ولن يصمد إزاءها، حتى يمكننا القول إنه قد جاء بنتائج عكسية وخاصة في محافظات وطننا الفراتية والجنوبية، ويواجه خذلاناً مبيناً في هذه المحافظات أكثر من أي مكان آخر. أولى علامات نخر وهزالة وفشل الهجمة المذهبية البغيضة ضد الكابتن أحمد راضي هو ملايين الصور والمنشورات والتغريدات والقصص والتعازي بوفاته من قبل أبناء البيئة التي يعول عليها دعاة البغضاء المذهبية، فالفقيد يتمتع بشعبية واسعة جداً كبطل عراقي صدحت له حناجر العراقيين في كل أنحاء العراق، وترسخت صورته كبطل ومبدع وطني قومي عراقي في لعبة هي الأشهر والأكثر انتشاراً في العراق فضلاً عن سمعته عربياً ودولياً. ثم إن الفقيد، رحمة الله تغشاه، لم يسمع منه أي عراقي قط موقفاً طائفياً يغيض، ولعل العلامة الفارقة الوحيدة التي عرف من خلالها كطرف في المنظومة الطائفية التي أوجدها الاحتلال هي ترشحه لمجلس النواب ضمن قائمة توصف بطائفيتها، ومعظم اللقاءات التي بثت لأسطورة العراق الكروية أحمد راضي كانت منطقية عقلانية متوازنة، برهن من خلالها على أنه ليس طائفياً بالمعنى الذي يشتغل عليه ذيول الإسلام السياسي الطائفي بكل ألوانهم، بل أن كل جريمته هي أنه اعتنق التعبيرات الدينية التي نشأ في وسطها. بقي أن نتساءل بمرارة في هذه المناسبة الحزينة التي يجدد الطائفيون فيها غباءهم وشللهم العقلي وتحجرهم البليد : هل كان أحمد راضي يلعب لمنتخب العراق، كل العراق، أم لمنتخب يمثل طائفة؟ هل كان الفرح الذي تبثه قدم الفقيد حين يسجل هدفاً للعراق يقتصر على جمهور محافظة دون أخرى؟ هل سمع كلب سلوقي من هؤلاء الكلاب المكلوبة أحمد راضي ينطق بشعار أو كلمة ضد الإمام علي وأهل بيته عليهم السلام ليوصف بأوصافهم الرديئة التي يهاجمونه بها؟ ألا يدعي هؤلاء الأوباش ليل نهار بكونهم ديمقراطيين؟ أليس من الحرية والديمقراطية أن يتبع الإنسان العقيدة المذهبية أو الدينية التي يراها ويقتنع بها؟ هل قام أوغاد إيران ببحث بين الرفحاويين المقيمين في أمريكا وكندا واستراليا وأوروبا مثلاً لمعرفة انتماءاتهم الدينية والطائفية، وهل دققوا ورصدوا سلوكيات أبنائهم وبناتهم ممن ترعرعوا بين أحضان الديمقراطية الليبرالية؟ هل فعلاً هؤلاء الذين نخروا العراق اجتماعياً واقتصادياً يتبعون التشييع أم أن فيهم من صار يهودياً أو مسيحياً أو ملحداً، فضلا عن الشذوذ والانحطاط الأخلاقي المتفشي بين أغلبهم؟ وأخيراً نقول : إذا كانت الرياضة هي آخر أسلحة المشروع الإيراني الطائفي في العراق والذي قد يجعل حزب الدعوة وشركاءه بالتشييع الصفوي الفارسي يؤسسون منتخباً للعراق ( شيعياً ) فإن هذا مؤشر مهم على نهايتهم واندحار مشروعهم في العراق.




الثلاثاء٩ Ðæ ÇáÞÚÜÜÏÉ ١٤٤١ ۞۞۞ ٣٠ / ÍÜÒíÑÇä / ٢٠٢٠


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان