احتلال العراق وضع الامة في حالة انكشاف قومي شامل. في الذكرى ( 16 ) للغزو الاميركي للعراق اصدرت القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي البيان الاتي. في مثل هذه الايام لثلاثة عشر سنة خلت ،قامت اميركا بشن حربها العدوانية ضد العراق ،متذرعة باسباب اعترفت لاحقاً بانها مفبركة ومستندة الى تقارير كاذبة. ان تلك الحرب التي ادت الى احتلال العراق وتدمير بنيته الوطنية والمجتمعية ، لم تقتصر اثارها التدميرية على العراق وحسب بل طالت تداعياتها المدمرة الامة العربية برمتها وعليه جرى التأسيس لكل النتائج التي تربت على اسقاط القلعة القومية التي تحصنت الامة فيها عقوداًوهي تواجه اعدائها المتعددي المشارب والمواقع. لقد ثبت بالحس والملموس ان اميركا التي قادت تحالفاً دولياً واقليمياً لاحتلال العراق هي اليوم تلعب دور القيادة الاستراتجية لمشروع السيطرة والهيمنة على الوطن العربي عبر فرض نظام اقليمي يكون المكون القومي العربي هو الاضعف فيه . ولهذا فان القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ، وفي هذه المناسبة، مناسبة مرور ثلاثة عشر عاماً على احتلال العراق ،ترى ان الولايات المتحدة والتي اقرت ادارتها الحالية بخطأ ادراة بوش بشن الحرب ،لايكتسب موقفها اية مصداقية وهي التي كانت ومازالت تلعب دور الحاضن للمشروع الصهيوني الذي يتمدد على حسب الحقوق الوطنية الفلسطينية والحق القومي للامة العربية وتعمل على احتواء النظام الايراني تحت مظلة البربغندا الاعلامية بمواجهته. فاميركاالتي تعتبر امن الكيان الصهيوني في سلم اولوياتها ، كما امن النفط من وجهة نظر مصالحها انما تضع كل سلوك سياسي وعسكري واقتصادي تقوم به في اطار تنفيذ استراتجيتها الشاملة والتي تندرج فيهاعمليةاستعادة حضورها العملاني عسكرياً وسياسياً في العراق بحجة مواجهه الارهاب الذي تم الاستثمار به والقوى الاقليمية الراعية له علما انها هي من وفرت المناخات التي مكنت قوى الاقليم وخاصة النظام الايراني من التغول في العراق والعمق القومي العربي. ان اميركا التي تتحمل المسؤولية السياسية والاخلاقية والقانونية عما حل بالعراق ، انما تتحمل ايضاً مسؤولية سياسية وقانونية واخلاقية حيال قضية شعب فلسطين والمهدد (بترانسفير) جديد اذا ماقيض لصفقة القرن ان تشق طريقها الى النفاذ والتي هي العنوان السياسي لتصفية القضية الفلسطينية برعاية اميركية. ان القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ، وهي تسجل ادانتها القوية للموقف الاميركي حيال العراق وفلسطين ،فانها تدعولاطلاق موقف رافض للسياسة الاميركية حيال قضايا الامة العربية مؤكدة بإن زيارات المسؤولين الاميركيين للمنطقة وعلى اي مستوى واخرها زيارة وزير الخارجية الاميركية الى لبنان والاردن والكيان الصهيوني ، انما هي زيارات واضحةالاستهداف لجهة تمهيد الارضية لتمرير مشروع التصفية للقضية الفلسطينية واحكام السيطرة على ثروتي النفط والغاز انتاجاً وتسويقاً ومردوداً. ولهذا فانه في ضوء الادراك العميق لحقيقة الموقف الاميركي من قضايا الامة العربية وحقها في امتلاك ناصية قرارها السياسي بعيداً عن اشكال الوصاية والاحتواء والارتهان ،يجب مواجهة هذه الاندفاعة الاميركية بالموقف المبدأي ومقاومة اتجاهات السياسية الاميركية بكل السبل المتاحة ، وان الامة اذا ماتوفرت لديها ارادة المقاومة فهي قادرة على اثبات وجودها والحاق الهزيمة باميركا ولنا في تجربة المقاومة الوطنية العراقية النموذج الحي الذي يفترض الاقتداء بانجازاتها والتي استطاعت في ظروف غير متكافئة ان تفرض اندحاراً على قوات الاحتلال الاميركي وتواجه الاحتلال الايراني الذي عبث بالامن الوطني العراقي . في الذكرى الثالثة عشر لغزو العراقي تحية لمقاومة العراق الوطنية ولشهدائها البررة وعلى رأسهم الشهيد القائد صدام حسين ، وتحية لشعب العراق الذي وفر حاضنة لمقاومته وانتفض صد العملية السياسية التي افرزها الاحتلال ورموزها الفاسدة والمفسدة وان المسؤولين الاميركيين كانوا وسيبقون غير مرحب بهم في لبنان وسائر بلاد العرب طالما بقي الموقف الاميركي حاضناً للمشروع الصهيوني ومعادياً لتلطعات الامة العربية وحقها المشروع في الحياة الحرة والكريمة . القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي