أكثر موضوع يثير السخرية في واقعنا العراقي المتأزم من الرأس إلى أخمص القدم ، هو تسليح العشائر وتأسيس تشكيلات أمنية جديدة مثل الحرس الوطني وكأن ّ من سيحمل السلاح من أبناء العشائر أو يشاركون في تشكيلات الحرس سيهبطون من كوكب المريخ أو الزهرة ويمتلكون العصا السحرية لأعادة الأستقرار للعراق ... موضوع العراق ليس معقد لدرجة أن يراوغ البعض وتراوغ معهم أمريكا نفسها .. مشكلة العراق واضحة وضوح الشمس وهي الحكومة نفسها ، الأحزاب التي تشارك في تشكيلة الحكومة ، العملية السياسية الخاطئة ، المرجعيات الدينية .. بحل الأحزاب التي جاءت مع الأحتلال ، بحل الحكومة التي نتجت عن الأحتلال ، حلّ العملية السياسية ، حلّ الدستور ، القاء القبض على كل من جاء مع دبابات الأحتلال ( شلع قلع ) والذين أنضموا اليهم وساندوهم في جرائمهم .. أعتقال رجال أيران من قادة المليشيات أمثال قيس الخزعلي ، واثق البطاط وغيرهم ، أعتقال الفاسدين والذين سرقوا المال العام ..حل كل المؤسسات الأمنية التي شكلت بعد الأحتلال .. أمريكا طبقت حلول كثيرة لأعادة الأستقرار إلى العراق ، ترسانتها العسكرية وقواتها التي احتلت العراق لم تتمكن من أعادة الأستقرار إليه وانسحبت في هزيع الليل تاركة خلفها فوضى سياسية وأمنية وأقتصادية بتسليمها مقاليد السلطة لثلة لصوص وفاسدين ومزوين ومصاصي دماء .. وأمريكا هي التي شكلت الصحوات وسلحتها وصرفت عليها المليارات من الدولارات سحبت من دماء شعبنا وعرشت في جيوب الشيوخ والساسة ,, وأمريكا نفسها شكلت قوات سوات وجهاز مكافحة الإرهاب وكلها أثبتت عجزها وفشلها .. وأمريكا أرسلت مستشاريها وطائراتها وبهائمها فما الذي حصل ؟ أستقرار العراق ليس بيد أمريكا التي تراوغ ، فلو كانت جادة في موضوع الأستقرار لما سلمت الجمل بما حمل لإيران ولصوصها .. ألم يبقى رجلاً حكيماً في هذا البلد يقرأ واقع العراق بشكل دقيق ويجد لها الحلول الصحيحة أمّ أن الأبصار أعميت بعمى القلوب .. الأمور المشار إليها سلفاً وحدها تعيد الاستقرار إلى العراق .. أما تسليح العشائر ، تشكيل قوات أخرى ، الهرولة بأتجاه أمريكا ، و الحج إلى طهران ؛ فأقبضوا من دبش .. وهذه الحلول لن تنفذها أية جهة سياسية لأنها ستضر بمصالحهم الخاصة .. لكن ثورة الشعب وانتفاضته وعمليات فصائل المقاومة العراقية المسلحة هي التي ستسهم في أعادة الأستقرار للعراق .. ( إذا قالت حذام فصدقوها ** إن القول ما قالت حذام )
