شبكة ذي قار
عاجل










قبل أن ابدأ بكتابة المقال تساءلت مع نفسي : هل صحيح انني لا ارى من الدنيا سوى وجهها الكالح المالح، وأتغاضى عما تحوي من حب وجمال، وحسن وبهاء، وطيبة وشهامة، فلا اتحدث إلا عن البشاعة والبغض والكراهية وتدهور الاخلاق وانحطاطها.؟ ولماذا اسير" عكس الاتجاه" فأخلق لنفسي المتاعب ولشخصي طائفة من الاعداء الذين يضمرون الحقد والكراهية.! وهل صحيح ان البشر قد تغيروا مع تطور العصر فأصبحت تلك الصفات الرائعة التي اشتهر بها من تقدمنا موضة عتيقة بالية، وأسطورة لا نجدها إلا في بطون الكتب ؟ هذه جملة من المواضيع التي مرت في خاطري وآنا امسك القلم لأكتب مقالا بهذا المعني وهذا الخصوص وجوابي أن هذا صحيح إلى حد كبير، فقد فسدت الأخلاق إلى درجة لا تصدق، وأصبحت الدنيا غابة تسرح فيها الذئاب وتمرح، يأكل قويها الضعيف، والكبير فيها الصغير ..واختلط حابل الناس بنابلهم، وجيدهم بالرديء، لا أكتب من فراغ او في خيال بل اقسم بالله اكتب حقائق مرت علي وامثالي كثيرين من اهل هذه الدنيا الدوارة. أصبح واضحا ان جلود الكثيرين من الناس قد تمسحت فلم يعد اصحابها يهتمون لما يقال عنهم من كلام مهين وما ترمي بهم من تهم صادقة .. وان الواحد منهم صار يبلغ الف اهانة مقابل ان يستمر على منصبه وكرسيه ؟ اما الشهامة والفروسية والكرم التي اشتهرنا بها نحن العرب، فقد اصبحت من مستحيلات هذه الايام، وصار المرء لا يفكر الا في المال وجمع المال والجاه وكيفية الحصول عليه.اقرب المقربين اليك واصفى خلصائك وادنى اقربائك يلتفون حولك ما دمت في مركز النفوذ والمسؤولية ،اما اذا احسوا منك ضعفاً خارج ارادتك او اشتموا فيك حاجة الى شيئ ابتعدوا عنك وغسلوا ايديهم من " تهمة " التقريب إليك؟ وهذا ما يحصل في حياتنا اليومية حتى في العائلة ان كان الانسان غنياً موسراً وبلغ سن الشيخوخة انتظر ورثته انتقاله الى العالم الآخر على احر من الجمر ليقتسموا الغنائم ويتوزعوا فيما بينهم على أهون سبيل ما جمع الفقيد في حياته الطويلة من مال وعقار؟ والحمد لله نحن لانملك مالا ولاعقارا ولايوجد من ينتظر غنائم الورث لان الجميع يدركون حقيقة مايرثون، اما اذا كان فقيراً مملقاً، فهو محتقر في شيخوخته ، يعيش وكأنه عالة على اهله واقربائه. أجل لقد عم الفساد وتطورت الاخلاق نحو الاسوأ والأبشع وتقلصت كثيراً تلك الصفات الحميدة التي طالما باهينا بها الناس في مختلف العصور وهذا طبعاً لا يغني ان الكرام قد فقدوا من الدنيا، وان الشهامة والكرم والامانة والفروسية والصدق التي طالما كانت من صفات اجدادنا، قد اختفت وولت ،الى غير رجعة وهذا طبعاً لا يغني ايضا ان نفكر بالقيم وان نقف مكتوفي الايدي، وتبيان موضوع الخطر من المنافقين والكذابين واصحاب الاغراض الخاصة الذين تسنموا المسؤولية وتنكروا لذوي القربى بعد ما كانوا يحتاجونك ويتوافدون على دارك وفي عملك لتقضي لهم حاجات كثيرة وكثيرة ترى هؤلاء اليوم وللأسف الشديد يتفاخرون بالمنصب ويبتعدون عن الاقارب والاصدقاء ،متناسين كيف كانوا يأتون وكيف يكرمون بالضيافة وحسن الاصغاء لما يحتاجون واليوم مثل هؤلاء الاخساء لا يستطيعوا تلبية طلب بسيط لا يساوي شيء امام ما قضيناه لهم من حاجات مبررين ذلك بما لايعقله حتى الرضيع ، معتقدين ان الكرسي الدوار الذي يرتجف تحت مقاعدهم ،سيدوم وان الجاه الذي جاء اليهم بالتملق والانتهازية سيبقى وان افعالهم المشينة ستنتهي اثارها بنهاية مسؤوليتهم ورحم الله شاعرنا الكبير المتنبي عندما قال: ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم. والذي يدلنا في الشطر الأول من بيت شعره على أن ذوي العقول قد شقوا في زمانهم بعقلهم وهم يعيشون في نعيم وهذا يخفف علينا بالوقت نفسه ،ما نراه في عصرنا الحاضر ،من معاناة أصحاب العقول من شقاء وبلاء، في بلد كان ينبغي أن يكون بلد نعيم ورخاء، إن لم يكن هذا الحال أكثر شقاوة وعناء عليهم، وبما أن العقل هو صانع الفكر، افرح وكن في نعيم ورخاء ولا أحد يستطيع أن يمنعك من الفرح والسعادة لأمر جدّ في حياتك ونلت منه المال والجاه فهذا حقك على الرغم انه مال اكثره من السحت الحرام مفضوحا مكشوفا ومنصب تقلدته بالخنوع والانتهازية وتقبيل اللحى، ولكن لا يجب أن يكون هذا الفرح أو السعادة على أشلاء الآخرين ، ونتج عنه إساءة للبعض وفرحة لما أصاب الغير من كرب وهم، نتيجة تصرفاتك وانتقامك وتسلطك وامثالك من المتلونين ، ممن أصبحوا في موقع المسؤولية حينها يكون الفرح في غير محله فالإضرار بالناس والظلم حرمهما رب العزة على نفسه وجعل الظلم بين الناس محرما والإضرار بالناس بعد الشرك بالله.. . فما خفي على الناس تفاصيله وحسابه عند الله العادل إذ عبر عنه الشاعر الكبير المرحوم ألجواهري عندما رثى الفيلسوف أبا العلاء المعري في حفل تخليده في سوريا في منتصف القرن الماضي عندما قال في قصيدته: قف بالمعرة وامسح خدها التربا         واستوح من طوق الدنيا بما وهبالثـــورة الفكــر تأريـخ يحدـثـنا           بأن ألف مسيـــحٍ دونـها صُــلِبا فالإنسان الغيور مهما كانت مسؤوليته، هو كالرسام ينقل على الورق ما يحس به وتراه عيناه اما الذي يتحاشى نقل الصورة كما هي ويتعمد ابرازها مغلوطة ويفعل غير ما يضمر، فهو لا يبغى سوى الشهرة وارضاء نفسه لا أكثر، هذه النفس الأمارة بالسوء. فالإنسان العامل المتحكم في ارادته والمتمسك بتعاليم دينه بما أمر به وما نهى عنه دون رياء لمن حوله ،غير منتظر مدح زيد أو ثناء عمر فيما يفعله، لان أ لرجولة، كلمة شرف وموقف عز لا انتهازية وتلون وخنوع إذاً فلنجعل ضميرنا الذي نستشعر به الحميد والبذيء من الخصال هو الميزان الحساس الذي نزن به تصرفاتنا . لا من خلال كلماتك المتبعثرة وكثافة شاربك الذي لاوزن له و نظارتك السوداء التي تضعها على عينييك المتخالفتين ووجهك الكالح ، ما هكذا يا ابن العم تورد الابل..! عليك ان تفهم معنى قول الحبيب الاعظم صلى الله عليه وآلة وسلم: لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك ..




الاثنين١٣ ÕÝÑ ١٤٣٥ ۞۞۞ ١٦ / ßÇäæä ÇáÇæá / ٢٠١٣


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق د. شاكر كريم القيسي طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان