عندما غزت الولايات المتحدة الامريكية افغانستان , تحت مظلة حلف الاطلسي , لم تكن هناك أجندات اقليمية تلتزم بها امريكا لاحقا , لهذا وبسهولة نصبت حامد قرضاي حاكما اوحدا لأفغانستان, دون اعتراض من اية دولة اقليمية. اما بشأن العراق فأمريكا جاءت لغزوه , تنفيذا لأجندات ومتطلبات دول اقليمية تحيط به . لهذا ولولا خدمات هذه الدول لما نجحت هذه القوة الغاشمة ان تبسط سيطرتها على العراق. فأيران واسرائيل ومشيخة الكويت كانت في مقدمة دول المنطقة , التي ساعدت المحتل الامريكي على الظفر بالعراق , الا انها اشترطت على المحتل مسبقا , ان ينفذ أطماعها وأحلامها وآمانيها في تقسيم العراق وأذلاله وتمزيقه, بالشكل الذي لايسمح له بالنهوض كقوة اقليمية مرة ثانية . ولاتقوم على ارضه لاحقا حضارة أمة على خطى العباسيين والسومريين والبابليين . لهذا فلا من مصلحة ايران او اسرائيل او مشيخة الكويت , مع الايام الاولى للغزو , ان تنصب امريكا حاكما يحاكي قرضاي افغانستان , وقد يستأثر بالسلطة لاحقا فيتحول حاكما جبارا لايلبي الاجندات الايرانية والاسرائيلية والكويتية . فطوال السنوات الاربع والنصف السنة "أجماله* " , تبين للثلاثي اعلاه بأن نوري المالكي خير من يكون قرضاي العراق , فهو كان وطوا ل سنوات حكمه الحاكم المطيع لكل رغبات ايران واسرائيل والكويت . فأذا لم يكن بمقدور كرزاي افغانستان ان يتحول ديكتاتورا طوال سنوات تنصيبه لضعف شخصيته , أثبت للجميع ان نوري المالكي وطوال سنوات حكمه لم يمارس الديكتاتورية هو الاخر البتة ولضعف شخصيته ايضا . فالديكتاتور اما ان يكون : 1 / الحاكم الفرد الذي يحكم دون الرجوع الا الى نفسه .2 / او انه الديكتاتورالذي تصنعه الجماهير .3 / اوقد يقفز الى السلطة بأنقلاب عسكري. والمالكي لآيحمل من صفات الديكتاتور الثلاثة شيئا البتة. فهو الحاكم العراقي الاسوأ في تأريخ العراق الحديث . الذي باع ودمر كل شيئ فيه . وهذا جل ما كانت تصبو اليه ايران واسرائيل والكويت. فتدمير الانسان العراقي في مقدمات أحلام الفرس المجوس . واسرائيل الحاقدة على الاجداد البالبليين . والكويت اعترفت وتعترف بأن لا عراقي حيا الا وينشد ضم الكويت الى الوطن الام . أذن . . . فالعراق يشكل قلقا لهؤلاء الاعداء .. وتدميره ونهبه واضعافه لا يتحقق الا على يد نوري المالكي . بدليل انهم بايعوه اليوم لولاية ثانية , وعلى مضض بايعته سورية. وعلى خوف سيبايعه امراء الحرب الكرد . وعلى خنوع ستسكت دول الخليج العربي على ولاية ثانية للمالكي . فمن امريكا أجبر نجاد أمير قطر" الوهابي " على القبول بالمالكي " الصفوي" . * أجماله / لهجة عراقية تعني زيادة