قال هانز بليكس، الرئيس السابق لفريق التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل بالعراق في مرحلة ما قبل الغزو الأمريكي في عام 2003، إنه تم جر بريطانيا للمشاركة في حرب لا يمكن الدفاع عنها من الوجهة القانونية. جاء ذلك في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية عقب الإدلاء بإفادته أمام لجنة تحقيق بريطانية في الظروف المحيطة بغزو العراق في مارس 2003، شكك خلالها في القرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير في فترة التحضير للحرب. شكوك بليكس وقال في شهادته إنه لم يشك في البداية في مصداقية الملف الذي تقدمت به الاستخبارات البريطانية واتهمت فيه الرئيس العراقي صدام حسين بأنه يمتلك أسلحة دمار شامل، لكنه تشكك بعد ذلك في صحته وأبلغ في فبراير 2003 رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ووزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس آنذاك عن شكوكه في وجود أسلحة دمار شامل في العراق. وطالب بليكس آنذاك بمزيد من الوقت لإكمال مهمته لكن بريطانيا والولايات المتحدة تجاهلتا طلبه وقامتا بالغزو في مارس عام 2003. وقال لمجلس الأمن عشية اندلاع الحرب "إنه يشعر بالحزن بطبيعة الحال لعدم منح المفتشين المزيد من الوقت ولأن الحرب أصبحت الآن لا مفر منها". وكان بليكس شخصية محورية في الأشهر القليلة التي سبقت الغزو، إذ كلفت الفرق التي كانت تحت إدارته بمهمة التحقق من برامج التسلح العراقية. ولم يظهر فرق التفتيش الدولية خلال عمليات البحث عن أسلحة الدمار المزعومة أدلة على وجودها بالعراق، رغم أنها لم تستثن المنشآت والقصور الرئاسية من عمليات التفتيش. إكمال التفتيشويعتقد منتقدو غزو العراق أنه لو أتيح لفرق التفتيش الدولية إكمال مهمتها لكانت أثبتت دون أدنى شك بأن العراق كان يفتقر إلى القدرة على أنتاج أسلحة الدمار وهو ما خلص إليه الأمريكيون والبريطانيون بعد أن غزوا العراق واحتلوه. واتهم بليكس الولايات المتحدة وبريطانيا عقب غزوهما العراق بتضخيم المعلومات الاستخبارية التي كانت متوفرة قبل الحرب، لتعزيز موقفهما الداعي إلى استخدام القوة. وكان الأمريكيون وحلفاؤهم مضوا إلى شن حرب على العراق في العشرين من مارس عام 2003، بعد أن أخفقوا في إقناع روسيا وفرنسا بتأييد قرار لمجلس الأمن يخولهم استخدام القوة في حال امتناع العراق عن تنفيذ بنود القرارات السابقة. وكان الفرنسيون والروس يطالبون بمنح المفتشين المزيد من الوقت لإتمام مهمتهم، إلا أن الولايات المتحدة رفضت ذلك ومضت إلى اتخاذ قرار الحرب رغم عدم وجود إجماع دولي. ولعب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير دورًا محوريًا سواء في فترة ما قبل الحرب أو بعدها، فقد كان من أشد حلفاء الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في قرار الغزو الذي قوبل برفض شعبي شديد، وكانت القوات البريطانية تمثل ثاني أكبر قوة بالعراق بعد القوات الأمريكية.
الاربعاء ١٦ ÔÚÈÜÇä ١٤٣١ هـ - الموافق ٢٨ / ÊãæÒ / ٢٠١٠ م