الأمراض تطارد الجنود العائدين من العراق وأفغانستان




موقع ذي قار

أظهر تقرير أن آلافًا من الجنود السابقين ممن شاركوا في حربي العراق وأفغانستان، يتعرضون للسجن والمحاكمات بسبب جرائم وتجاوزات نتجت عن تأثرهم نفسيًا بالأوضاع التي شهدوها. وقالت صحيفة 'ÇáÌÇÑÏíÇä'في تحقيق مطول إلى ضرورة حصول الجنود العائدين من المعارك في الخارج على علاج وإرشادات نفسية تتعلق بتخفيف الضغوط عنهم، ما يساعدهم بدرجة على العودة للحياة العادية وبشكل يحد من ظاهرة تزايد عدد الجنود الذين يندفعون إلى ارتكاب جرائم وجنايات. وأدى هذا الوضع إلى قلق لدى عدد من المسؤولين والنواب وزعماء النقابات الذين طالبوا بالعمل على التقليل من الجرائم التي يرتكبها الجنود السابقون. وتقول الصحيفة إن التطور الجديد جاء بعد تقرير نشرته الشهر الماضي عن زيادة عدد حالات الجنود الذين تعتقلهم الشرطة كل شهر في كل أنحاء بريطانيا وممن شاركوا في العراق وأفغانستان.وترى الصحيفة أن التطور هو جزء من إستراتيجية وطنية للحد من انزلاق قدامى المحاربين في ارتكاب مخالفات. وتشير التوصيات التي تقدم بها النواب إلى وزارتي الدفاع والعدل، تشمل تقدير الحالة النفسية للعائدين من الحروب قبل اتخاذ قرار بتسريحهم من الخدمة. كما تدعو التوصيات للانتباه بشكل خاص إلى قضايا المخدرات أو الكحول، وتكليف الشرطة برصد سلوك الجنود السابقين، وإحالتهم إذا اقتضى الأمر، إلى أطباء اختصاصيين. رؤية الجحيم!!ويقول النائب الفين لويد إن العديد من الجنود السابقين يواجهون مشاكل تتعلق بالعودة للحياة اليومية بعدما عاشوا حياة الجيش.ويضيف أن بعضًا من الشباب شاهد في الميدان 'ÇáÌÍíã'قبل أن يعود. ومن هنا أكد على أهمية دور الحكومة ومسؤوليتها لمساعدتهم. واعترف النائب ان الحكومة لا تخصص الوقت الكافي لإعداد الجنود كي يكونوا قادرين على التكيف مع الحياة بعد أن يتركوا الخدمة. ودعا إلى ضرورة توفير المزيد من المساعدة سواء أثناء القتال، أو بعد الانتهاء من الخدمة الفعلية في العمليات بغض النظر عما إذا كانوا قد طلبوا هذه المساعدة. وتشير دراستين إحصائيتين إلى أن نسبة 8% من السجناء والموضوعين تحت المراقبة، أدوا الخدمة العسكرية، ومعظمهم خدم خلال السنوات العشر الأخيرة.ودعا مسؤول الى ضرورة ان تضع الحكومة سياسة لضمان حصول الجنود الذين يرتبكون جرائم أو جنح، على المشورة السليمة والرعاية الصحية، وإذا كان الجنود على استعداد للمخاطرة بحياتهم من اجل بلادهم فانهم يستحقون المساعدة السليمة. وفي الوقت الذي لا توجد فيه إحصائيات حول عدد الجنود السابقين في السجون او ممن هم تحت الرقابة إلا أن إحصائيات تقول إنهم يمثلون نسبة 3% من عدد السجناء. ويتراوح عددهم ما بين 8 ـ 12 ألف. ويدعو المهتمون بشأنهم لتوفير الارشاد لهم فيما يخص السكن والصحة وضرورة خضوعهم لدورة من ستة اشهر قبل ان يتم تسريحهم، وإجراء تقييم لهم بعد ستة أشهر من ترك الجيش. أحد النماذج:وأشارت الصحيفة إلى حالة جندي، وهو جون ديل (40 عامًا) الذي أنهى خدمة عشرين عامًا في الجيش بعد عودته من العراق الذي شهد فيه أشد أنواع القتال وذلك عام 2006. وكان جون ديل يخطط بعد تركه الجيش إما الانضمام للشرطة أو وحدات الإطفاء، وخدم في أكثر من منطقة قبل العراق، حيث شملت سيراليون وشمال أيرلندا. ولكن الجندي السابق- الذي وصل إلى رتبة رقيب أول ـ يعيش اليوم في خيمة نصبها في حديقة بيت شقيق زوجته. وكان الجندي السابق قد خرج من السجن بعد أن وجدت محكمة أنه غير مذنب في محاولته قتل زوجته ـ كيري. وقصة قتل زوجته مفبركة، حيث كذب على الشرطة كي تسجنه، وعليه سيحرر عائلته التي انهارت من مهمة العناية به أو 'ÍÖÇäÊå'. وتحكي الصحيفة قصة الجندي الذي كان يعمل في الكتيبة الأولى 'ãÔÇÉ'حيث كان يحضر للعودة لميدان القتال في العراق في رحلته الرابعة ولكنه لم يستطع الانضمام للكتيبة حيث صار يتذكر ما حدث له في الميدان، وأخذ يعاني من كوابيس التي صارت تصيبه بشكل مستمر. ولأنه لم يكن قادرًا على كبتها فقد حاول قتل نفسه. ونقلت عنه الصحيفة قوله إن جذور مشكلته النفسية تعود إلى حادث في مدينة البصرة، حدث في الشهر الأول من غزو العراق. ويقول: 'ØáÈ ãäÇ ÖÑÈ æÊØåíÑ ÈäÇíÉ ÊÍÕä ÝíåÇ ÇáÚÏæ'، ويمضي قائلاً: إن الدبابات فتحت الطريق أمامهم حيث تقدموا وهم يطلقون النار ويرمون القنابل اليدوية في كل غرفة من غرف المبنى. ويقول إن عدم إطلاق نار عليهم من الطرف الآخر كان بسبب قوة الهجوم الذي لم يمنح العدو الفرصة حتى رد النار، لكن المفاجأة التي وجدها الجنود هي أن البناية لم يكن فيها 'ÚÏæ'بل 'ãÌÑÏ ÚÇÆáÉ ÚÇÏíÉ'. وأدت العملية إلى قتل العائلة المكونة من سبعة حيث اختزنت ذاكرته صور جثث الأطفال الملقاة على الأرض. ويتذكر الجندي السابق الحادث تمامًا حيث حدث في 27 مارس في يوم عيد ميلاده الثالث والثلاثين. ولأن من مهامه تنظيف الميدان وهي المهمة التي بدت صعبة عليه حيث يقول إنه كافح. وحاول مع رفيق له نقل الجرحى حيث تذكروا دروس الجيش بضرورة التعامل برفق مع الجرحى، ولكن الحادث انطبع في ذهنه وتجنب هو وصديقه فيما بعد الحديث عنه. وبعد ثلاث سنوات من الحرب عادت ذكراها له فقد انفصل عن زوجته وأدمن الكحول. رضوض ما بعد الصدمة: وفي الرحلة الثالثة له للعراق بدت أمارات المرض النفسي عليه حيث تراجعت حالته العقلية، وأرسله الجيش إلى طبيب نفسي حيث شخص حالته بأنها ربما سبب لما يعرف لدى المحللين برضوض ما بعد الصدمة. ولكن ديل يقول: إنه لم يعرف أنه كان يعاني من هذه الأعراض إلا هذا العام عندما كشفت محكمة تقرير الطبيب في مرافعات تتعلق براتبه التقاعدي. وقال الجندي للصحيفة: إنه يخطط لتقديم الجيش للمحكمة لأنه لم يقم باتخاذ الإجراءات العلاجية بشكل مبكر. ويصف ديل مأساته قائلاً: 'åá ÔÇåÏÊ ÅÚáÇäðÇ íÞæã Ýíå ÑÌá ÈÞÊá ØÝá Ãæ íÏåÓå ÈÓíÇÑÉ æíÓÊãÑ Ýí ãÔÇåÏÉ ÇáØÝá Ýí ßá ãßÇä¡ Ýí ÇáãÊäÒå æÝí ÇáÈíÊ¡ åÐÇ ÈÇáÖÈØ ãÇ ÝÚáÊå ÍÑÈ ÚÇã 2003 áí'. ويضيف أنه كان يراقب الجنود يقتلون في أفغانستان ثم تعود صورهم إليه. محاولة التغلب على الكوابيس بالإدمان: وعن طريقة تعامله مع وضعه يقول إنه حاول التخلص منه بالإدمان على الخمر لكن الكحول كانت تعقد من الوضع ولأن الحادث في البصرة ارتبط بيوم مولده فلم يكن قادرًا بعده على الاحتفال بعيد ميلاده. وبسبب ملاحقة أشباح ذلك اليوم له حاول قتل نفسه (3 أو 4 مرات) بعد عامين من وقوعه. وفي عام 2008 قرر أطباء الجيش النفسيون أنه مصاب بمرض ما بعد الصدمة ولهذا سرح من الجيش. وتردت أوضاعه العام الماضي عندما تشاجر مع زوجته في أمور تتعلق بمصاريف البيت فدفعها، وقامت بالاتصال بالشرطة ولكنه يقول: إنه كذب على الشرطة كي تسجنه. ومع أنه يعيش الآن في خيمة في حديقة شقيق زوجته وعلاجه في مصحة يديرها جنود سابقون في الوحدات الخاصة إلا انه يقول إنه راض عن وضعه بالعيش في خيمة وبدون بيت فعلى الأقل استعاد عقله كما يقول. وأثرت الحرب على الجنود الذين شاركوا في حرب العراق وأرسلوا لأفغانستان من ناحية الإصابة بأمراض نفسية بسبب قسوة وفظاعة الأشياء التي عايشوها.


الثلاثاء ٢٤ ÑÌÜÜÜÜÈ ١٤٣١ هـ - الموافق ٠٦ / ÊãæÒ / ٢٠١٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة

لجان إحياء ذكرى الشهيد صدام حسين ورفاقه - تهنئة الى سيادة الرئيس عزت الدوري رئيس جمهورية العراق قائد المجاهدين وسيد المقاومين حفظكم الله
أحدث الاخبار المنشورة
٢٧ / ßÇäæä ÇáËÇäí / ٢٠٢٤